دعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز العلماء إلى مواجهة الغلو والتطرف وعرض الصورة الحقيقية للإسلام المتسامح، مثمناً دور منظمة المؤتمر الإسلامي في ذلك.
وقال ولد عبد العزيز خلال افتتاحه اليوم الأربعاء لمؤتمر بنواكشوط حول دور علماء السنة في مكافحة فكر الغلو والانحراف، إن الأمة الإسلامية تعلق آمالا كبيرة على العلماء في نشر رسالة الإسلام السمحة وصونها من الغلو والتحريف.
وأشار ولد عبد العزيز إلى الأمة الإسلامية تواجه "تحديات كبيرة على رأسها الإرهاب الذي يستبيح دماء الناس وأعراضهم وممتلكاتهم"، واعتبر أن الإرهاب "تسبب في إشعال الفتن في بعض البلدان الإسلامية، فقوض أمنها وزعزع استقرارها وفكك نسيجها الاجتماعي"، على حد وصفه.
وشدد الرئيس الموريتاني على أن التصدي لمخاطر الإرهاب "يتطلب تضافر جهود الجميع وخاصة إسهامات علمائنا الأجلاء الذين تقع عليهم مسؤولية تبيان المفاهيم الصحيحة لديننا الحنيف".
وأضاف مخاطباً العلماء: "مسؤولياتكم الجسام تجاه الأمة وشبابها، أيها العلماء الأجلاء، تزداد اليوم أكثر من أي وقت مضى، فالأمل معقود عليكم لتقديم الإسلام في صورته الناصعة، رسالة تحمل القيم الحضارية الإنسانية وتنشر المحبة والرحمة والسلام بين الناس جميعا"، وفق تعبيره.
وبخصوص المقاربة الموريتانية لمواجهة التطرف والغلو، قال ولد عبد العزيز إنها متعددة الأبعاد "ففي المجال الفكري، عملت الدولة على تحصين الشباب من الانحراف من خلال تبني النهج الوسطي الذي يحافظ على السلم الأهلي ويشجع روح التسامح ويحترم الآخر"؛ وأشار في هذا السياق إلى أن العلماء ساهموا في هذه تنفيذ هذه المقاربة "من خلال فتح حوارات علمية مع الشباب الذين استهوتهم الافكار المتطرفة".
وخلص ولد عبد العزيز إلى أنه يعلق "آمالاً كبيرة" على المؤتمر الذي ينعقد على مدى اليومين المقبلين، مؤكداً أنه سيمكن من "بلورة رؤية إسلامية واضحة تقدم حلولا عملية ناجعة تحمي الأمة من مخاطر الغلو والتطرف".
ويشارك في المؤتمر عدة شخصيات إسلامية بارزة في مقدمتها الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي.