ارتفاع الأسعار أم ارتفاع الإسعار؟/ محمد يسلم غالي

خميس, 2018-02-15 15:34

ينبغي لقادة المعارضة النزول إلى الواقع قبل الشارع
فمن له اطلاع على الواقع ويشتري المواد الغذائية بنفسه يوميا يعرف أنه لا يوجد غلاء في الأسعار ولا ندرة في المواد الغذائية في الأسواق ولله الحمد، لم يرتفع سعر الخبز ولا القمح أو اللحم أو الخضار ولا كثير من العصائر والألبان والأجبان والفواكه...
صحيح أنه وقعت مضاربات في سعر بعض المواد في الأسبوع الأول والثاني من تداول العملة الجديدة قد يكون بسبب انتهازية بعض التجار، ولكن حديث قادة المعارضة عن الارتفاع (الخيالي...) للأسعار التي يبدو أنهم لا يعرفون عنها شيئا كان قبل هذا بكثير
ولم تعهد الأسعار من الاستقرار مثل عرفته خلاف السنوات العشر الماضية فقد ارتفعت في عهد ولد الطايع بحوالي ألف في المائة مع أن الرواتب في تلك الفترة كانت عبارة عن العدم فأساتذة التعليم الثانوي مثلا كانت رواتبهم دون الثلاثين ألفا واليوم قد تناهز مائتي ألف
ورواتب المعلمين كانت دون العشرين واليوم تقارب المائة أو تزيد
وحوانيت أمل التي يستفيد منها كثير من المواطنين لم تكن موجودة في تلك الفترة
ومع ذلك لم نجد المعارضة تخرج إلى الشوارع حاملين المراجل على رؤوسهم داعين للثورة
والحقيقة أن بعض قادة المعارضة لا معرفة لهم بالواقع ولا تهمهم أسعار المواد بقدر ما يهمهم إسعار البلاد، وهذا أمر سلبي للغاية فعلى زعماء المعارضة أن ينزلوا إلى الواقع قبل أن ينزلوا إلى الشارع
وأن يجنحوا للحوار ويقدموا خطابا واقعيا مقنعا ومسؤولا وأن يتقدموا بمرشح مقبول لدى الجميع ويلتفوا حوله ويقدم كلهم المصلحة العامة على مصلحة حزبه ويبتعدوا تماما عن كل دعوة للفوضى تصريحا أو تلويحا وعن حركات التطرف ودعاة الفرقة...
أما الخطابات غير الواقعية وحشر المواطنين في الشوارع ونزول بعض البطارين من سيارات مكيفة وإلقاء بعض الخطب الطنانة والبعيدة عن الواقع والتي قد لا تخلو من تحريض على الفوضى وبث للفرقة بين المسلمين ثم الرجوع إلى سياراتهم وقصورهم وترك المواطنين في الشوارع يحملون مراجلهم على رؤوسهم ويحملون ما شحنت به نفوسهم من أوهام بل من ضغائن يدأب البعض على شحنهم بها فهذا لا يفيد المواطن ولن يغير من الواقع شيئا.