أشرف الوزير الأول السيد يحيى ولد حدمين صباح اليوم الأربعاء بقصر المؤتمرات في نواكشوط على انطلاقة أشغال المؤتمر السادس لأطراف الوكالة الإفريقية لاستيعاب المخاطر.
ويبحث المؤتمر المنظم تحت شعار "الحلول السيادية للمخاطر الناجمة عن الكوارث "والذي يشارك فيه مهتمون بمجال الأمن الغذائي فيازيد من 20 دولة من دول الإتحاد الإفريقي،أنشطة الوكالة الافريقية لاستيعاب المخاطر ودورها في الاستجابة المباشرة لهذه المخاطر.
و يناقش المشاركون في المؤتمر عروضا حول الاستجابة للجفاف في موريتانيا ،و مبادئ المخاطر الأساسية ، ورسوم العضوية ،ومعايير اختيار مقر الوكالة ،وحالة المصادقة على المعاهدة،كما يتضمن المؤتمر حلقة نقاشية حول الزراعة في افريقيا والدور الذي يمكن أن يؤديه التأمين.
وأكد الوزير الأول لدى افتتاحه اشغال اللقاء على أن احتضان نواكشوط لهذا المؤتمر يترجم إدراك الحكومة الموريتانية لضرورة تضافر الجهود الإفريقية والدولية لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية التي تشكل تهديدا حقيقيا للتنمية.
وأضاف أن الوكالة الإفريقية لاستيعاب المخاطر تشكل ابتكارا رائدا في مجال إدارة ما يتولد عن الكوارث الطبيعية في افريقيا من مخاطر كثيرا ما تقضي في فترة وجيزة على مكاسب إنمائية تطلب تحقيقها سنوات كثيرة من الجد والمثابرة والتضحية .
وفيما يلي نص الخطاب:
"بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
السادة الوزراء
السيد المدير العام للوكالة الإفريقية لاستيعاب المخاطر
أصحاب السعادة السفراء وممثلو الهيئات الدولية
السادة أعضاء الوفود
السادة المدعوون
أيتها السيدات أيها السادة
يسعدني أن أشرف على حفل افتتاح المؤتمر السادس لأطراف الوكالة الإفريقية لاستيعاب المخاطر الذي ينعقد هذه السنة تحت عنوان " الحلول السيادية للمخاطر الناجمة عن الكوارث الطبيعية".
وأود بهذه المناسبة أن أرحب بالوفود المشاركة من الدول الإفريقية الشقيقة، متمنيا لهم مقاما سعيدا بين أهلهم في موريتانيا.
أيها السادة أيتها السيدات،
إن احتضان نواكشوط لهذا المؤتمر يترجم إدراك الحكومة الموريتانية لضرورة تضافر الجهود الإفريقية والدولية لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية التي تشكل تهديدا حقيقيا للتنمية، خاصة بالنسبة لبلادنا التي يغطي المناخ الصحراوي ثلاثة أرباع مساحتها إضافة إلى التصحر وزحف الرمال.
وهذا بالفعل ما عبر عنه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز في خطابه أمام قمة المناخ الملتئمة بمقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2014، حين قال: "إن تطلعات الجمهورية الإسلامية الموريتانية والشعوب الإفريقية تتقاطع في مجال محاربة آثار التغيرات المناخية ".
أيها السادة والسيدات
إن الوكالة الإفريقية لاستيعاب المخاطر تشكل ابتكارا رائدا في مجال إدارة ما يتولد عن الكوارث الطبيعية في افريقيا من مخاطر كثيرا ما تقضي في فترة وجيزة على مكاسب إنمائية تطلب تحقيقها سنوات كثيرة من الجد والمثابرة والتضحية .
من أجل ذلك اتجهت إرادة دولنا إلى التضامن في إطار هذه الوكالة التي انخرطت فيها بلادنا منذ سنة 2012.
من هنا ينبع تمسكنا بهذه الوكالة وحرصنا على أن تتطور وتتوفر على الوسائل الكفيلة بضمان نهوضها بمهمة تعزيز الأمن الغذائي في إفريقيا ومواجهة الكوارث الطبيعية. وندعو شركاءنا في التنمية خاصة البرنامج العالمي للغذاء إلى الاستمرار في دعمها ومواكبة نشاطها الحيوي بالنسبة للشعوب الإفريقية.
وفي الأخير أعلن على بركة الله افتتاح المؤتمر السادس لأطراف الوكالة الإفريقية لاستيعاب المخاطر، متمنيا لأعماله النجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".
وكانت مفوضة الأمن الغذائي السيدة نجوى بنت الكتاب قد أبرزت خلال كلمة بالمناسبة أن التغيرات المناخية البالغة الشدة التي باتت تهدد القارة الإفريقية وخصوصا منطقة الساحل، دفعت قادة ورؤساء دول الاتحاد الإفريقي لاتخاذ مبادرة إنشاء هيئة مختصة تحت اسم التعاضدية الإفريقية لاستيعاب المخاطر باعتبارها الجهاز المكلف بتجسيد المؤازرة حال تعرض إحدى هذه الدول لكارثة طبيعية.
وأضافت أن موريتانيا وانطلاقا من التوجهات السامية لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز ـ التي تعتمد مد جسور الأخوة ورص الصفوف خيارا استراتيجيا، ـ كانت سباقة إلى المصادقة على الاتفاق المنشئ للهيئة في العام 2013 كما كانت سباقة الى تنفيذ برامجها لتستحق بذلك شهادة حسن السيرة والسلوك.
ونبهت إلى أن تنظيم هذا المؤتمر تحت الرعاية السامية لمعالي الوزير الأول يعتبر دليلا على تشبث السلطات العليا بتلك التوجهات والمضي فيها قدما سبيلا لدعم هذه الهيئة وتقوية الصلة التي تربطها بالبلد وما يعنيه ذلك من مضاعفة العمل قصد بلوغ الأهداف المرسومة في أقرب الآجال الممكنة.
وبدوره أكد السيد بيراما سيديبى عضو مجلس إدارة الوكالة الإفريقية لاستيعاب المخاطر في كلمة بالمناسبة عزم المجلس وشركاء الوكالة الفنيين والماليين على مواصلة جهودهم في تعزيز وتقوية دور الوكالة سبيلا لأداء رسالتها في تسيير المخاطر والكوارث الطبيعية في إفريقيا.
جرت الانطلاقة بحضور عدد من أعضاء الحكومة ووالي نواكشوط الغربية ورئيس مجموعة نواكشوط الحضرية وعمدة تفرغ زينة وحاكم المقاطعة وشخصيات أخرى.