خطوة في الاتجاه الصحيح ! /محمد محمد محمود آكا

ثلاثاء, 2019-08-27 11:11

من المسلم عند الجميع موالاة ومعارضة، ضرورة إنقاذ البلد من الانحطاط الحضاري في كافة المجالات... لا سيما إذا كان مما يستوي الجميع - كانوا مواطنين أو أجانب - في الاشمئزاز من معاينته، مثل ما عاشت بلادنا منذ لحظة ميلادها حتى اليوم من تراكم النفايات والقمامة!! وهو ما ظل ملوِثا وجهها الحضاري ومشوها صورتها العصرية ؛ واقع لم ينل من اهتمام الأنظمة المتعاقبة أكثر من وضعه ضمن الوعود " السخية " في البرنامج الانتخابي , لم يعد كونه تطرقا في الإعلام الحكومي امتصاصا لغضب ما وشغل فراغ من الحصة الإخبارية اليومية..

حتى تربى الجيل بعد الجيل على اليأس من تغيير ذالك الواقع المخزي.

 وقد روجت الأنظمة السالفة ـ انسجاما مع هذا الشعورـ  لتبرير فشلها الذريع في الحد على الأقل  من هذه الظاهرة ناهيك عن تجشم عناء القضاء عليها معللة ذلك بعدم وجود كفاءة وطنية وبكلفة الشركات العالمية ،  بل وتأثرها بعقلية الوسطاء الوطنيين ما يعني حتمية بقائها في حضيض الفشل وارتدائها سابغ ثياب الخيبة .

لكن الأمل ولد يوم العيد الديمقراطي الذي ابتهجت به بلادنا في انتقال السلطة من رئيس منتخب إلى رئيس  منتخب ، متقدمة على كثير من دول العالم ؛ فأصبحت  محل تقدير واحترام عند جميع الشعوب وقدوة للعديد من الحكام .

إنه أمل أن تصبح موريتانيا مبنية نظيفة لامعة الصورة خالية شوارعها من شوائب الأوساخ كما أن اختيار الجيش للقيام بتلك المهمة كان اختيارا موفقا لما يمتلك من صرامة ومهابة تمكنه من فرض ثقافة المحافظة على النظافة وهي ثقافة لم تزل محدودة بين المواطنين عسى من لا يريد المناصب السياسية ولم يخض غمراتها أن ينقل صورة الأحياء المكتظة وأوضاعها الصعبة إلى المعني حتى يحل البناء الإسمنتي المبلط محل الأخصاص وصفيح الزنك وتمتد الشوارع حاكية خطوط الدفاتر في التناسق والانتظام متوهجة الإنارة ..

 

هكذا يرحب أبناء هذا الوطن بالخطوات البناءة والجدية الفعالة حيث غُـيبت فغابت عبارات التملق والتزلف التي كانت عائقا أمام العمل التنموي وثوبا يتستر به كل فاشل في التسيير وآكل مال عام طبقا للمثل الشعبي " المدرك افليام عريان "

من هنا حان لنا أن نمد يد العون في الالتزام بقواعد النظافة والتربية المدنية تأدية لواجبنا الوطني وامتنانا لفخامة الرئيس السيد محمد ولد الغزواني