من أدب أظهر ..
بعد تأميم ميفارما في سبعينيات القرن الماضي شد الكثيرون الرحال صوب الشمال بحثا عن عمل في شركتهم الوليدة وكان من بينهم احد ابناء امحيرث وهو الشاعر المرحوم محمد ولد ابهاه وحين امضى فترة نحسبها بحساباتنا الان قصيرة ويحسيبونها قديما عمرا، اراد ان يحصل على عطلة عمل ، ليزور فيها الأهل وكان يتم تأخير طلبه في كل مرة الى أن تأكد له أن العطلة مرفوضة الى اجل غير مسمى ...
عندها كسر خاطره وهاجت ذاكراه الادبية غيظا على أرض العمل ولهفة الى مواطن الصبى واحضان الاهل فصور المشهد في طلعتين ،الاولى منهما كانت طلعة في شكلها لكنها عملت عمل الگاف وقد ابدع فيها شكلا ومضمونا..
ولن يكون التعليق عليها ابلغ مماصوره هو رحمة الله عليه حيث يقول :

كطع الخيل ؤظايت بلال
ؤعظم السن ؤتشل وإنال
وأنزيران ؤزير أزفال
وللا كاع ازعم تيجيريت
هذو راد الحي الجلال
عني فيهم ذالدهر أهنيت
وأهنيت أعل عطب الدلال
من ذو لوكار الي عديت
ؤدل أعلي شي كط أنگال
عن لطب وادواي تيت
بأهل أمحيرث دهرالتعدال
برٌك والعاتگ وأگيليت
*********
في هذه الطلعة القصيرة والتي شكلت مقدمة طللية قل نظيرها في الشعر الشعبي او لغن على الاصح قام الشاعر بتخلص أدبي ماتع عدٌد فيه الشاعر مرابع توطنها واخرى زارها وبقيت في ذاكرته وبقي حنين الرجوع اليها يراوده حتى وهو في اقصى الشمال يصارع صخور المعادن....
و بالرغم من بعد المسافة بينه واياها وبالرغم من ظروف العمل فقد وصف فيها ايضا حالته النفسية في قوله "ودل أعلي شي گط انگال عن لطب " فهذه المقولة توحي بأن ما اصابه لا دواء له سوى تراب امحيرث حيث الأهل والمنشأ "بلاد بها" ويذكرنا هذا الاستشهاد بقول لمغني "دل اعلي بيت العربي.." فشاعرنا أيضا لم يجد ماء العطلة فتيمم البقاء في تلك الارض التي وصف حاله معها في هذه الطلعة حين يقول "اهنيت اعل عطب الدلال "( أي كسر الخاطر )
ليواصل سرد المواطن التي هيجت خاطرته الشعرية بعد تخلصه من مكان "العطب" في هذه الطلعة :

النبع واحسي أجديان
واوهام أعكيلت بنعمان
والفيه الطي امن الترشان
من فم إلي فم اغجگيت
وأكنتور أعيون حسيان
واالعگل الفوگ تشنقيت
واكمون البير ايل بان
لبيرات أحكم أگيليت
وأعوينات إراط الحيوان
والگط أسگاهم من تبيت
وأشراب أثبر إعود املان
مرژه وأرارش تدرنيت
فم اعوين نعرف فزمان
ما ها بارد منو تييت
والبين أتناقل عبدنان
مالح وإزنزن فيه إتيت
وادأمحيرث كيف الوديان
الكفار أقلكت ترجيت
ما القلگه بارد وإجشان
بارد واملاحو تنبهجيت
وأگرظ گارظ خنگ اصكيان
وإريجي منك تاسدبيت
والگط أسگاه امن الفركان
من فم البور ؤتاروريت
قطع الخظرة شرگ وازيان
فيه اقريدات ايل رييت
وامصب اركينت ول المان
أفريع الركبه فالظنيت
هذو هوم سبت عودان
عدت لو كارالي عزيت
نعرف فيهم حسبت مرحان
فانزايل فيها كط أوطيت
فايت منه عگلي منهان
شهرت لخريف أشتيت
غلاات ؤريور يالسبحان
امع ياسر من لرض انسيت
اخدودت كرمص وايگيلان
و ؤدي اعمر وتويگرجيت
والبربارة واخنگ زيدان
ؤفم الگارة وتويجگجيت
وامنين انجول تيربان
وگشض وانخل تيمينيت
وانخل لعوين وادرگان
دخل شرك ايل اللي انبيت
عين ابدود ؤخنك آفرنان
والدخله يمول التيليت
واگوگي وانگيدو وتان
عن لوكار الشرگو وليت
والگط احلف جامع ليمان
أفدگدگ لوحو تقليت
راس انشير ؤگلب الرويان
وارجل لمگاطر تيجكريت
واعگدفركاك افذ لوان
گودالعاتك و التيشليت
وامصب الملگ فالكرعان
لمقالك تلك لا گفيت
هذ نبقيه ابلا جحدان
يسو جيت ايسو ماجيت
............
للنبعه واحسي اجديان
#تنبيه : لست من المأهلين أدبيا ولاثقافيا للكتابة عن هذا النوع من المواضيع لكن حين يحس الانسان بالانتماء الى "مهمول" عمدا لايكون منه الا ان يحاول بما يستطيع إظهار ذلك الإهمال الممنهج في هذا النوع من التخبط عل وعسى ان يخرج على الأقل من بين النيام مستيقظ ولو "متفرگل" خاف على الموضوع من امثالي فيتبناه ،،، فهذا الشاعر وامثاله كثر على هضبة آدرار تم تجاهلهم وطنيا وماتركوه من أدب يشكل مخزونا ثقافيا لبئة لاتخرج الا المبدعين اهملوا واهمل منتوجهم وحان الوقت للبحث عنه ولإخراجه للنور .

هذا تكملة لتدوينة سابقة للدكتور محمد الشيخ عبد القادر واستجابة لطلب الأخ mahfoud
مع تحيات : بوب/ويس