لي صديق عمل في احدى دول الخليج فترة طويلة من الزمن وكان متدينا وورعا ، حدث ان جلب سيارة من أروبا إلى موريتانيا أواحر العقد الماضي وفي ميتاء انواكشوط تمت عرقلتها لأن بعض أوراقها الأصلية ناقصة نصحه بعض العارفين بالطرق الملتوية باللجوء إلى عصابات تزوير الأوراق لاستحداث أوراق تحاكي الأوراق الأصلية لم ترق له الفكرة فهو لم يتعود على الطرق الملتوية لكن "اترانزيتير" أكد له استحالة خروج السيارة دون بعض الأوراق المهمة أما الباقي فيمكن التفاهم مع الادارة على غض الطرف عنه زور بعض الأوراق مضطرا ثم حاول يطرقه الخاصة ان يجد مخرجا يقيه من دفع رشوة في سبيل تخليص معاملته لكنه فشل ثم رضخ للأمر الواقع خصوصا أن السيارة مضت عليها فترة وبدأ قراصنة الليل ينهشون بعض أجزائها الرخوة والثمينة وغلى نصيحة "اترازيتير" توجه إلى افﻻن الفﻻني أحد المسؤولين فهو الوحيد القادر على انهاء معاملته حسب قوله قال له : فﻻن ؟ وخيرت قيل لي أنه رجل طيب وفيه الدين قال "اترازيتير " : ذاك ﻻ اغرك ﻻبد من مبلغ "40000" أوقية تطرح على طاولة مكتبه ليوقع على ملفك وإﻻ لن يفعل قال له : نجرب دخﻻ عليه بعد السﻻم قدما له الملف وعدهم بناهية الدوام ، قبل انتهاء العمل دخﻻ عليه في الموعد ، وسلما نظر إليهما نظرة فاحصة وبجسم جامد كأن لم يتحرك منه غير عينيه ، بعد فترة صمت تغيرت خﻻلها مﻻمح وجهه مظهرة انطباعا غير مرحب بهم ، قال كمن خاب أمله أيو انتوم شدورو ؟ . قال "اترازيتير": نحن كلمناك في الملف الفﻻني أجايينك في الموعد قال : كالمستهزئ أهيه ثم بحث بين الملفات في تان ودار بالكرسي دورتين وقال : أنا كاع قلمي اخسر يواجعة !، نزع الصديق قلمه قائﻻ أراعي اقلم ،،، قال المسؤول وهو يغادر مكتبه ويضفط على يده اليمنى أتا صبعي امألمني كاع ! ما انكد نكرد لقلم ظرك !، ثم دفعهما بيديه نحو الباب وهو يقول بلطف خﻻص الصبح ان شاء الله جوني هون انوفيلكم الموضوع الوقت أوف وأنا مستعجل ، وهما خارجان من بوابة الميناء انحرفا جانيا عن الطريق مفسحان المجال لسيارة المسؤول الفارهة حتى ﻻ يصطدما بها ، قال الصديق وهو يتبعها بنظرة استغراب : غريب أمر هذا الرجل موظف كبير ويتظاهر بالورع والدين ثم يطلب رشوة قال "اترازيتير" دين آدريكات ؟ ، انت اتبان اجديد اعل موريتاني ،،، في صباح الغد دخﻻ عليه وبصحبتهما رزمة نقدية قيمة "40000" أوقية وضعها "اترازيتير" على مكتبه قائﻻ أيو اشحالك "ﻻانصياه" شماسي اليوم صبعك قال - وهو يرمي المبلغ في درج مكتبه و يضع مكانه على الطاولة ملف السيارة ويشرع في توقيعه ورقة بعد أخرى - : ما شاء الله أﻻ كانت معكودة فيه عصبة اشوي !.
موجبو:
مبلغ العشرة مﻻيين دوﻻر ،،، اثرها ما تطلس  عصبة معكودة،؟

من صفحفة المدون : عثمان محمد ببانه علر فيس بوك