
لا تخلو مواقف المعارضة الموريتانية من متاجرة وابتزاز في لعبة مكشوفة، تمتهنها هذه المعارضة منذ عشر سنوات، حيث تؤكد التجربة تخلي المعارضين عن معارضتهم بمجرد تعيين أحدهم في منصب مهما كانت أهميته، والدليل أن عددا من أعضاء الحكومة الحالية قادمون من صفوف المعارضة، وكانوا أشد أعضائها تطرفا، لكنهم انتظموا في الأغلبية وتحولوا إلى اشد الوطنيين إخلاصا، في مشهد يعكس مستوى تفكير هؤلاء ومدى نفاقهم السياسي..
لا يخلف اثنان على أن موقف المعارضة الحالية من تعديل العلم الوطني يؤكد عدائها لكل ما يمت للمقاومة بصلة، وهو عداء مستحكم على ما يبدو في نفوس وقلوب هؤلاء، وإلا فما السر في موقفها من مطار أم التونسي لمجرد أنه حمل اسم معركة من معارك الجهاد الخالدة..
إن التاريخ لن يرحم هؤلاء، وسيكشف في يوم قريب طريقة تعاطيهم مع القضايا الوطنية الكبرى، وهي القضايا التي ستبقى بعد النظام والمعارضة لأنها مرتبطة بالوطن، بل وأساس وجوده..
نجح النظام في حشر المعارضة في زاوية أعداء الوطن، حين اختلط عليه مفهومه بالحكومة، وخلطوا بين السلطة والدولة، لكن الشعب لن يغفر لهم هذه الخطيئة وهذه المواقف الخجولة بل والعدائية لكل ما هو وطني..