إدريس ديبي هل يخطط للتآمر على السودان ؟

أربعاء, 2017-09-06 20:52

زار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الشهر الماضي تشاد في زيارة لافتة قرأها كثير من المراقبون أنها محاولة من السيسي لإعادة الدور المصري في أفريقيا و التنسيق مع تشاد الدولة المهمة في مجموعة وسط أفريقيا لدعم المواقف المصرية في مختلف القضايا و حسب ما نشرته وسائل إعلام رسمية فقد تناول الزعيمان المسألة الليبية والأزمة الخليجية بالتفصيل .

 

كان لافتا جدا أن الوعود الاقتصادية التي وعد بها الرئيس المصري تشاد و خصوصا ما تداوله ناشطون عن مخطط مصري لإنشاء طريق سريع يربط مصر بتشاد مباشر علما انه لا توجد أي حدود مشتركة بين القاهرة وتشاد !

 

بالإضافة إلى إنشاء مسلخ كبير في تشاد لتحل اللحوم السودانية التي تخشى القاهرة أن ينقطع تصديرها إليها بسبب الخلاف السوداني المصري و الذي تم تجميده و لم يحل حتى الآن .

 

يقول خبراء مصريون مشهود تحليلاتهم  بالدقة والمصداقية أن السيسي كان المتسبب الرئيسي في قطع الرئيس التشادي  للعلاقات الدبلوماسية بين انجمينا و الدوحة و رغم قناعتي شخصيا بهذا الكلام إلا ان هذا التحليل يجب ان ينظر اليه بعين فاحصة لا تستهون بأي شئ و يجب الأخذ بعين الاعتبار .

 

السيسي خلال الأشهر الماضية كانت له استراتيجية ثابتة هي تطويق السودان و اثيوبيا و نسج علاقات معقدة مع الدول التي تجاور هاتين الدولتين ابتداء من ارتريا شرقا وأوغندا وجنوب السودان جنوبا و تشاد و ليبيا غربا هذا بالإضافة إلى توفير السلاح و الملاذ الآمن للمتمردين ضد حكومة هاتين الدولتين  و هذا بهدف الضغط عليهما في مفاوضات سد النهضة

 

السيسي ربما بالتنسيق مع الرئيس التشادي إدريس ديبي ينويان تفجير الأوضاع في دارفور بحجة أنهما يريدان اسقاط اتفاقية سلام الدوحة ويخشى أن تنساق خلفهم بعض الدول الخليجية التي ترغب في تدمير كل شئ عليه اسمه قطر

 

إدريس ديبي هو من أقدر الناس على إثارة الفتن في دارفور بسبب التداخل المعقد الأسري والقبلي بين تشاد وأهل دارفور ويعتقد كثيرون أن أحد أهم العوامل التي ساهمت في انجاح منبر الدوحة هو قدرة هذا المنبر على لجم التدخل التشادي في دارفور

الحكومة التشادية حاولت طمأنة السودان أن تفاهماتها مع مصر لا تستهدف السودان و أرسلت عدد من المسؤولين التشاديين للخرطوم لكن علمنا التاريخ  القريب ألا نثق كثيرا في مثل هذه التطمينات ففي عام ٢٠٠٣م كان يدعي إدريس ديبي دعمه للسودان في مواجهة تمرد دارفور و في نفس الوقت كان يشحن الأسلحة إلى المتمردين .

 

هل تكون حملة الحكومة الأخيرة لنزع السلاح من المليشيات هي الشرارة التي ستحرق دارفور في ظل التنسيق التشادي المصري المفاجئ ؟

وائل علي وائل علي كاتب سوداني