حول بيان الشيخ الرضى

سبت, 2018-02-03 13:28

الكتابة عن هذا الشيخ ( الرضى بن محمد ناجى الصعيدى) تضع صاحبها بالنسبة للبعض فى خانتين إن كتب عنه كلاما حسنا فلأنه أعطاه وإن كان الكلام سيئا فلأنه منعه
وأيما الخانتين استقبلتنى فلا مشكلة لدي حسبى أن أقول الحقيقة ولقائل أن يقول إن الشيخ الذى لم ألتق به فى حياتى أعطانى أومنعنى والحق أن من بين أقرب مقربيه وخلصائه إخوة وأصدقاء أحبة جمعنى بهم دائما صافى الواداد
استمعت لبيان الشيخ الأخير فاستحسنت إبداء هذه الملاحظات العابرة :
ـ تكلم الشيخ بصراحة وشجاعة غير مسبوقة على الإعتراف بالذنب وتوضيحه ثم التوبة عنه وواضح أن الشيخ إذيغلق مكتبه ومعاملاته العقارية والتجارية بالشمع الأحمرفإنه يريدها توبة نصوحا قمتها الإعتراف بالذنب وعدم الرجوع إليه
ـ أدرك الشيخ وليكن متأخرا المهم أنه أدرك أن معاملات وكلائه تعرض سوق العقار والسيارات لخطر غير مسبوق وتستبطن معنى لتبييض الأموال وتخفى حربا على صغار تجار العقارات والبرص وتغريرا بالفقراء والمغفلين فكان أن شخص وجس ثم عالج مذكرا بأنه لجأ لهذه الوسيلة الغريبة لضرورة توفير مال لتغطية حاجاته وحاجات الآخرين من الذين يتفيأون ظلال كرمه عندما تبقيهم الحياة بلاسند جوعا وعطشا وظلما وفاقة
ـ بدا الشيخ كبير الوفاء لأعضاء مكتبه فلم يحملهم المسؤولية ولم يتركهم لمواجهة الناس وإنما تشبث بهم واعتبر التزاماتهم التزامات شخصية له مذكرا بأنه اصطفاهم لخصال منها الصدق والأمانة ومن يعرف الشيخ يعرف أنه بعيدا عن رجاله الخمسة الذين ذكرهم بالأسماء نبتت "طحالب" من المنتحلين باسمه وصفته والمرابين والمضاربين الرافعين اسمه ومكانته مع أنهم فعلوا ذلك وراء ظهره
ـ قرر الشيخ جدولة الديون وبرمجتها لسدادها وطي ملفها وهي بشارة لعشرات من الذين دخلوا صفقات مكتبه بأن حقوقهم مصانة وأن الجدولة ربما تتطلب تعجيل آجال السداد لطي ملف المكتب نهائيا
ـ استشعر الشيخ خطورة الوضع دون أن يتعرض لابتزاز أويفرض عليه اتخاذ أي قرار لكنها الشجاعة على احقاق الحق والتوبة عن الذنب والتحمل النادر للمسؤولية والشيخ ذومكانة محلية وعالمية محفوظة ويأتمر بأمره آلاف المريدين فى كل مكان وليس مرغما على اتخاذ أي قرار وكان بمقدوره لوأراد التمادى فى العبث بسوق العقار والسيارات دون رادع لكن الوازع الديني والأخلاقي دفعه لإيقاف الفوضى ووضع النقاط على الحروف فضرب كل العصافير بحجر واحد فقدكان محرجا من معاملات تتم باسمه وصفته وكانت الحكومة محرجة والتجار محرجون وأطراف صفقاته مرعوبة من عجزه عن سداد الديون وبكلمة طيبة صادقة شجاعة استطاع دفع كل هذا الحرج والعودة للحق وديدن طيور المنبع الصافى الصقيل أن تعود إليه مزهوة بريشها معانقة السماء بكبريائها محلقة باجنحة غير مهيضة فى عوالم السمو والطهر والنقاء
وسؤال أخير
هل سبق لعالم موريتاني أوشيخ أوسياسي أوضابط أورجل أعمال أووجيه أوشيخ قبيلة أن ارتكب خطا ثم اعترف به واعتذر عنه وتاب منه
من فعل ذلك غير هذا الشيخ الشجاع؟ !!