ما يحدث في كتالونيا هو أمر غير مسبوق إطلاقاً، فهذه الاحتجاجات لم تهدأ بل تزيد وتيرتها يوماً بعد يوم. فبعد الإضراب الذي شلّ الحياة في الإقليم اليوم بعد مسيرات حاشدة جاءت من كل المحافظات وانتهت في العاصمة برشلونة، عادت المظاهرات الليلية التي تصاحبها أعمال الحرق في الشوارع وقطع، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الاحتجاجات في إسبانيا.
كان أنصار الاستقلال يسيطرون على الشوارع سواءً في المظاهرات السلمية الحاشدة أو من خلال غلق الطرق وأعمال الحرق، لكن المستجد الخطير هو خروج أنصار الوحدة مع إسبانيا وهم في الغالب من اليمين المتطرف ومعتنقي الفكر النازي. شهدت مدينة برشلونة أولى المواجهات ليلة البارحة بين الطرفين، حيث كانت مصادمات عنيفة دون أن تتدخل الشرطة.
يرى أنصار الاستقلال أن الحكومة الاسبانية قد ضيقت عليهم كثيراً ولم تسمح لهم بالتعبير عن تطلعاتهم من خلال منعهم من تنظيم استفتاء لتقرير المصير وحتى الزج بقادتهم في السجون. جاءت هذه الاحتجاجات رداً على الأحكام الصادرة ضد القادة الكتلانيين، وهي تأكيد أن حل هذا النزاع هو سياسي وليس قضائي وما لم يتم البحث عن حل متفاوض عليه قد تخرج الأمور عن السيطرة وتتحول إلى أعمال عنف.