![](https://alaviya.info/sites/default/files/t%C3%A9l%C3%A9chargement_3.png)
كتب محمد سعيد ولد عبد العزيز والد المرحومة رقية منت عبد العزيز مايلي
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين
يحل في ليلة الاثنين هذه، الأسبوع الثالث على الحادث الذي ذهبت ضحيته المغفور لها بإذن الله تعالى رقية بنت عبد العزيز.
وكنت أثناء الجدل الدائر حول الموضوع والأخذ والرد فيه تناولته ببيان مقتضب أوضحت فيه موقفي من القضية وقلت إنني لن أعود للكتابة حوله، ثم بعد أن طال الأمر وتشعب وكثر القيل والقال ارتأيت أن أعود للكتابة من جديد ليس سعيا في الجدل بقدر ما هو رغبة مني في إغلاقه بشكل نهائي، وأرجو الجميع أن يعينني على ذلك بتفهم موقفي والامتناع عن الخوض فيه بما لا طائل منه.
أولا فيما يتعلق بالفقيدة التي نسأل الله أن يغدق عليها شآبيب رحمته، فلا أقول فيها إلا ما قال الله تبرك وتعالى: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ . لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ.
ثانيا : فيما يتعلق بنا أهلها المكلومين فيها فلا نقول إلا ما قال الله تعالى: ولَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ. وقال رسوله صلى الله عليه وسلم : يا ابْنَ عَوْفٍ إنَّهَا رَحْمَةٌ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بأُخْرَى، ثم َقالَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ. الحديث.
ثالثا عن الحادث وملابساته وما وقع فيه من أخطاء أو استعجال أو نسيان أو إهمال، فقد سعيت أولا إلى إبلاغه وتوصيله لقاضي الأرض الذي يخشى الناسُ حكمه وسجنه وسلطته وينسون سلطة وحكم قاضي السماء الذي هو فوق جميع القضاة ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. ولم أقم بذلك سعيا في انتقام من زيد أو عمرو أو إلحاق ضرر بأحد بقدر ما هو بحث عن الحقيقة المجردة وتحديد المسؤوليات والأخطاء والنواقص وسعيا للحد منها وعدم تكرراها مستقبلا، وحتى يعرف ويعترف الكل بخطئه أو تقصيره.
واليوم فإني أعلنها للجميع، أنني أسحب شكواي التي قدمتها لقاضي الأرض وأتركها بين يدي قاضي السماء الذي يقول في محكم كتابه:
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ، ويقول يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ، ويقول إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ . صدق الله العظيم.
رابعا :عن علاقتنا بأخوالنا العلويين وما سعى له البعض من زرع بذور الفتنة والخلاف بيننا معهم أقول إن العلويين والبكريين معروفون بأنهم الرديف الذي لا يكذب بعضه بعضا، وهذا الأمر ليس من اليوم بل تعود جذوره إلى قصة رجلين ليسا كالرجال وجدا نفسيهما في غار مطاردين من الأعداء فيقول أحدهما للثاني لا تحزن إن الله معنا، صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ورضي الله عن أبي بكر الصديق وأرضاه .
ومن يومها لم يوجد بكري ولا علوي من ذرية بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كانا رديفين الله ثالثهما.
ومن ظن بتقوله أنه يستطيع إدخال ذرة خلاف بينهم فليس إلا
كناطحٍ صخرةً صمَّا ليُوهِنها فلم يَضِرْها وأوهَى قرنَه الوعِلُ
اللهم إني أعوذ بك من وسوسة الشيطان وغمزه .
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم . آمين.
محمد سعيد بن عبد العزيز تاب الله عليه وعلى والديه آمين.