لماذا غابت المعارضة ؟ بقلم أ. ولد الذيب

جمعة, 2021-06-11 14:10

نواكشوط (وكالة العافية الإخبارية) لا شک أن دور المعارضة _خاصة القوية والهادفة منها_ يعتبر أساسيا في نجاح أي تحول ديمقراطي بل لا يمكن الحديث عن وجود أي عمل ديمقراطي في ظل غياب مؤسسة المعارضة فهي الضامن لوجود توازن سياسي يسمح بخلق جو حقيقي للعمل السياسي وتنفيذ المشاريع ويضمن للنظام القائم معرفة هفواته ومستوى نجاحه وتقدمه في التنمية بل ويوفر له قناة مغايرة لمعرفة آراء المواطنين حول سياساته ومنهجه في إدارة الحكم.

ولعل ما نشاهده اليوم من غياب لمؤسسة المعارضة الديمقراطية عن الساحة السياسية في بلادنا قد يعود إلى أسباب منها ماهو متعلق بهذه المؤسسة ومنها ماهو راجع الى النظام الحاكم حسب زعم المعارضة نفسها.

فأما السبب المتعلق بهذه المؤسسة فيمكن حصره في تآكل وشيخوخة الأجهزة التنفيذية لأغلب الأحزاب المعارضة أو بلغة أخرى تقدم أغلب الشخصيات التي تشغل المناصب القيادية فيها في السن وتراجع منسوب الحماس لديهم وهو ما يستدعي ضرورة تحرك الطيف الشبابي المعارض والمتحمس لسد مثل هذه الثغرات وملء الفراغ المترتب عليها .
أما الشق المتعلق بالنظام الحاكم فهو يعود إلى غياب إشارات واضحة يمكن من خلالها فهم نيات النظام السياسية ومدى صدقه في الوفاء بتعهداته ولعل الصمت المطبق لرأس النظام وميله لمهادنة ومغازلة الأحزاب المعارضة يعزز هذا التوجه .

وبين ذبول المعارضة أو موتها السريري وإستمرار النظام في تقديم رجل وتأخير أخرى، يبقى السؤال الملح في الوقت الحالي هو: هل إختارت المعارضة الغياب طوعا أم غيبت بغير إرادتها ؟