تعيش اندي مع ابنائها تيام وفاتو صو ودراما وجيبي في قصر فاخم علي طريق انواذيبو وسط توفر لجميع مقومات الحياة المترفة مع إجازات دائمة إلي إبنهم محمد التراد صو الذي يعمل كمدير مركزي في البنك الدولي بالولايات المتحدة الأمريكية ,الذي حول حياة هذه الأسرة من غرفتين بائستين في حي سوسيم بجانب سوق المغرب والمدرسة رفم 5 إلي الظروف التي تعيشها اليوم, بدئت خيوط القصة الأقرب إلي فلم هندي خلال فجر مارس من سنة 1980حين عثرت والدة الأسرة اندي التي تبيع الخبز والمرق أمام المدرسة رقم 5 علي لقيط من شريحة البيظان مرمي أمام المدرسة ,كان يبكي بحرقة وبدون عطاء رغم شدة البرد لم تتردد الأم الزنجية التي كانت في بداية الثلاثين من عمرها في ضم اللقيط والعودة به سريعا إلي غرفها القريبة من المدرسة ,كان ترضع أبنتها فاتو صاحبة الشهرين فلم تجد صعوبة في إرضاع اللقيط الذي ألتصق بها مثل امه تماما, ولم تجد صعوبة في إقناع زوجها صمب صو الذي توفي خمسة سنوات بعد ذالك, في إقناعه بمنحه إسمه ,عاش اللقيط محمد التراد صو بين افراد الاسرة كانه واحد منهم ولم يلقي اي مشكلة سوي سنة 1991حين نال المركز الأول علي المستوي الوطني في شهادة الإبتدائية حينها اخبره أصدقاء له جيران من المدرسة بأنه مجرد لقيط ولا علاقة له بالاسرة التي يسكن معها, حين علمت الأم اندي غضبت بشدة وجائت لاصحاب المنزل ,ولكن التراد كان انضج مما تتصور فقال لها الأم هي التي تربي وتحنو وبالنسبة لي لا توجد ام مثلك فلايهمني كلام الناس ,وكان لتفوقه الدراسي ابرز الاثر في الحصول علي منحة دراسية حكومية في فرنسا ,ثم الإلتحاق بفرع للبنك الدولي في فرنسا قبل ان يتقدم سريعا لرتبة مدير مركزي ,لم ينس خلالها أسرته التي ربته ,فحجت اندي مرات متعددة وتحولت للقصر الذي تعيش فيه, وتستقبلها زوجة أبنها الجزائرية الأصل الأمريكية الجنسية بحفاوة وبرور كبير ,أما ابناؤها فحصلو جميعا علي وظائف في منظمات دولية عاملة في موريتانيا والسنغال ,واكثر ما يغضب العجوز حين يستغرب اهلها خلال زيارتها في المنزل تعليقها صورة بيظاني في منزلها قائلة بأنه لولا هذا البيظاني لكانت حياتها اليوم مختلفة بشكل كامل, وبأنها تعتبر اليوم الذي حصلت فيه علي هذا الولد هو أعظم يوم في حياتها أما والدة الطفل الحقيقي فتقول بأنها لو كانت تعرفها لدعت لها كثيرا .