دعا ملك المملكة المغربية محمد السادس دول الجنوب إلى وضع ثقتها في دول الجنوب، مذكرا بما سبق وأن طالب به الدول الإفريقية بوضع ثقتها في إفريقيا، واستثمار ثرواتها ومؤهلاتها في خدمة التقدم المشترك لشعوبها من أجل اللحاق بالدول الصاعدة. وذلك في خطاب ألقاه في أمام القمة الثالثة لمنتدى الهند وإفريقيا 2015.

ورأى محمد السادس أن إفريقيا اليوم تستحق "شراكات تعاون منصفة، أكثر من حاجتها لعلاقات غير متوازنة، بدعم مشروط"، مشددا على أن إفريقيا "ليست في حاجة للمساعدات، بقدر ما تحتاج لشراكات ذات نفع متبادل، ولمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية"، مؤكدا في الخطاب الذي ألقاه أمام عدد من الزعماء الأفارقة أن "مستقبل شعوبنا أمانة في أعناقنا. فإما أن نواصل التعاون والتضامن بين بلداننا، خدمة لمصالحها، وإما سنخلف مرة أخرى موعدنا مع

وأكد محمد السادس أن المغرب أصبح أول مستثمر إفريقي في منطقة غرب إفريقيا، والثاني على مستوى القارة، مشددا على حرص المغرب على بلورة مشاريع ملموسة، سواء على المستوى الثنائي، أو في إطار التعاون الثلاثي، في المجالات المنتجة، المحفزة للنمو وفرص الشغل، وذات الأثر المباشر على حياة المواطنين، معتبرا أن منتدى الهند وإفريقيا يشكل فرصة مواتية لتقييم حصيلة التعاون بين دول الجنوب، باعتباره عماد الشراكة الإفريقية الهندية.

وأضاف محمد السادس "نريده فضاء لإرساء نموذج للتعاون جنوب - جنوب فعال، تضامني ومتعدد الأبعاد، يقوم على الاستثمار الأمثل للطاقات والثروات التي تزخر بها بلداننا". ومن هنا، يضيف الملك محمد السادس، "فإن هذا التعاون يجب أن يتحرر من إرث الماضي، وأن يتوجه لخدمة المصالح الإستراتيجية لبلداننا"، مبرزا أن "التعاون جنوب - جنوب، الذي نطمح إليه، ليس مجرد شعار أو ترف سياسي، بل هو ضرورة ملحة تفرضها حدة وحجم التحديات التي تواجه بلداننا بحيث لا يمكن معها الاعتماد على أشكال التعاون التقليدية، التي أصبحت غير قادرة على الاستجابة للحاجيات المتزايدة لشعوبنا".

وأشار ملك المغرب إلى حرص بلاده على بلورة مشاريع ملموسة "يتجلى في تطور وتنوع الشراكات التي تجمع المغرب مع عدد من الدول الإفريقية، والتي تهم التنمية البشرية ومختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والدينية".

وشدد الملك على استعداد المغرب لإحداث مجموعة عمل مشتركة للتنسيق وتبادل المعلومات في هذا الشأن، مؤكدا ثقته بأن الشراكة الإفريقية الهندية الواعدة، قادرة على التطور، بفضل تكامل الموارد والمؤهلات التي تتوفر عليها، وتحقيق أهدافها في خدمة شعوبنا