في مثل هذا اليوم من سنة 1971 أعلن عن أول تجربة وحدوية معاصرة في الوطن العربي كتب لها التوفيق والاستمرار، هي قيام دولة الإمارات العربيــة المتحدة، التي حقق وجودها المنجز حلم طيف واسع من المجتمع العربي في جزيرة العرب، وبنجاحها وتوفيق تجربتها التنموية المتواصلة على نحو واضح يتأكد أن حلم الوحدة العربية الكبير الذي استوطن نفوس رواد النهضة الحديثة وقادة الثورة العربية المعاصرة منذ بداية القرن الماضي، قابل للتحقيق والإنجاز متى توفرت الإرادة الصلبة والرؤية الاستراتيجية المستنيرة الساعية إلى لم الشتات وتوحيد الصفوف كما هو الحال مع قادة الإمارات العربية المتحدة، خصوصا الأب المؤسس لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه، الذين جعلوا إخوتهم وشعبهم يدركون على نحو واضح أنه لا معنى لتشتيت من يجمعهم الدم، والدين واللغة ووحدة المصير والآمال ويواجهون نفس التحديات.
لقد أكدت هذه التجربة على مستوى حيز جغرافي محدود من الوطن العربي صدق وصحة أطروحات المدافعين عن الوحدة العربية ومزاياها الكثيرة و أكدت أن إمكانيات الأمة ليست مجموعا عدديا لإمكانيات أجزائها في حالة الانفصال بل هي أكثر في الكم ومختلفة في النوع.
ولا شك أنه كان متاحا لهذه التجربة الوحدوية الناجحة ان تأخذ كامل مداها لو شملت كل مناطق الجزيرة العربية، وتمكنت من تحرير وضم مناطق دولة الإمارات الرازحة إلى الآن تحت الاحتلال الفارسي، و التي شجع بقاؤها دون تحرير إلى ان يتمدد هذا المحتل المتربص غربا نحو العراق، وأن تنزع شهوته أبعد من ذلك إلى جنوب غرب الجزيرة العربية.
إننا في حزب الصواب نهنئ شعب وحكومة دولة الإمارات في الذكرى الرابعة والأربعين لقيام وحدتهم، ونرجو أن يتعزز دورهم في حماية الأمن القومي من المخاطر الاستراتيجية الكبيرة التي تتهدده وفي مقدمتها الخطر الصهيوني والفارسي.
انواكشوط 02 دجمبر 2015